آراء ومقالات

“شيء من الراحل كمال مادون”

في ظهيرة يوم الـ 27 من شهر نوفمبر، 2020م. توقفت القلوب برحيل شخصية لها مكانة بارزة في نفوس محبي كرة اليد العربية بشكل عام، وعشاق نادي مضر السعودي بشكل خاص، الجزائري كمال مادون أنتقل إلى رحمة الله.

المدرب الذي يكره التصريحات ويهوى العمل.
الإنسان الذي ملأ أراضي القديح فرحاً ورقصًا وجعلها تسهر حتى الصباح.
الجزائري الذي جعل العشاق يتطايرون في المدرجات.
ويعبرون الشوارع للإحتفال على ملاعب الإسمنت.
لا يحتفل أبداً.. إلا نهاية العام.
كيمياء خاصة بينه وبين جمهوره.

بما أننا في بلدة القديح أمة الوفاء فعلينا أن نقرأ الفاتحة ونهديها إلى هذه الروح التي عشقت أرضنا وقاتلت من أجل صناعة الفرح في بيوتنا، صغارنا وكبارنا، من رجال ونساء، كانوا يتابعون الملاحم التي قدمها أبطال الثنائية في موسم 2010م، ووصافة البطولة الآسيوية. أنها لحظات ومشاعر لا تتكرر.

في عام 2010م، وتحديداً في شهر فبراير قرر مجلس إدارة نادي مضر برئاسة الذهبي سامي آل يتيم واللجنة المشرفة على كرة اليد بوجود الزعيم علي آل مرار. إعادة الجزائري الداهية لأراضي القديح بعد تجربة قصيرة قضاها في مضر قبلها بـ 3 أعوام. راسمين عليه آمالاً كبيرة.

جاء الجزائري للقديح، لمح في عيون الجمهور رغبة العودة للبطولات بعد تحقيق –بطولة يتيمة- في ذلك الوقت وهي بطولة النخبة.

فما كان منه إلا إعادة زراعة روح البطولة في نفوس اللاعبين وهذا ما تحقق حيث أصبح كواسر مضر يدخلون لقاءاتهم بقلوب من (حديد) ودفاع يتحرك بتناغم يشعرك بأنك أمام جيش يدخل مواجهاته بخيار وحيد وهو (الفوز).

القادم من الجزائر (عاشر أكبر بلد في العالم) أنهى موسمه ببطولتي الدوري ( لأول مرة ) وبطولة النخبة (للمرة الثانية ) في إنجاز عظيم لنادي يزاحم الأندية التي سبقته للمنصات، معلنًا عن التأهل للبطولة الآسيوية 2010م بلبنان. أنها أخبار لا تصدق في ذلك الوقت.

العوائل القديحية أصبحت أكثر تعلقاً بكرة اليد وأخبارها.. ودعمها. فالفريق على موعد في إستحقاق آسيوي ( أكبر قارات العالم ).

ذهب الفريق كسر القواعد وهزم المستضيف وكل فرق المجموعة متصدراً الترتيب وكاتباً ولادة فريق لا يعرف اليأس.

حطم كل المدافع في نصف النهائي وأجبر جمهوره على قطع المسافات إلى لبنان عن طريق البر وقدم عطاءات كبيرة جعلته وصيف البطولة والبطل الغير متوج بمستوى وأداء وجمهور.

في حضرة الجزائري كان الإبهار لغة أبناء القديح، ولأن الكواسر لم ينسوا بصماته أعادوه في عام 2013م حينها كان قريبًا من كتابة سطر جديد إلا أن اللحظات الأخيرة كان لها كلام آخر مغاير، منهيًا آخر علاقة رسمية مضراوية بوصافة عربية.

تعازينا الحارة لعائلة الكابتن الجزائري القدير كمال مادون.
رحمك الله، لن ننساك أبدًا.. أنت في قلوبنا.. ❤️

ومضة:
إرتباك النص إثبات محبة للراحل..

زر الذهاب إلى الأعلى